بيروت ـ 'القدس العربي' ـ من سعد الياس: أطلّ الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء امس عبر شاشة 'قناة المنار' متحدثاً عن سلسلة من المواضيع بينها الحكومة وشبكات التجسس، ومناورات 'تحوّل خمسة'، اضافة الى الوضع العربي وخصوصاً السوري، وجاء حديث نصرالله عن الوضع في سورية في ظل تصاعد التوتر ونزوح عدد من السوريين الى لبنان بينهم 7 جرحى وصلوا الى وادي خالد.
وقد أكد نصرالله بداية 'أن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لبنانية مئة في المئة، ولم يكن هناك تدخل خارجي بتأليفها، بل كانت هناك إعاقة عبر ضغوط غربية '. ولفت الى 'أن الفريق الآخر يتصرف بحقد وليس على اساس قراءة سياسية، فإذا تألّفت الحكومة يقولون سورية ألّفتها وإذا تأخّر التأليف يقولون هي أخّرتها، فيما الاخوة في سورية كان لهم مصلحة أن تشكل الحكومة من اليوم الاول، ولم تكن لهم مطالب، وهذه هي الحال بالنسبة أيضاً للاخوة في ايران'.
واعتبر 'أننا لسنا اكثرية وأقلية داخل الحكومة، فنحن في الحكومة فريق واحد، والإصرار على تسميتها بحكومة حزب الله مجافٍ للحقيقة والواقع، وهو محاولة لاستعمال هذا الشعار للتحريض الداخلي، للقول إن حزب الله الشيعي هو الذي سيطر على الدولة والحكومة وهو لاستفزاز الطوائف الاخرى'. ورأى 'أن أي حكومة تشكل يجب اعطاؤها فرصة لكن أنتم- ويقصد 14 آذار- قبل تشكيلها بدأتم بمهاجمتها، وأنا دائماً أنصح بتجنّب التحريض الطائفي لأنه سيف ذو حدين. أنتم دائماً كانت رهاناتكم على الخارج، كان رهانكم على الحرب على المقاومة في الـ 2006 وفشل، وتتحدثون اليوم عن الرهان على سقوط النظام في سورية، وأنا أقول لكم ستفشل رهاناتكم كما فشلت في السابق'.
واضاف 'في العام الماضي وفي أكثر من مناسبة أنا قلت إننا محصّنون من الاختراق من العدو الاسرائيلي، والحالة الجديدة التي نحن امامها اليوم هي التالي: حيث عجز الاسرائيلي عن اختراق بنية حزب الله استعان بالـ'سي آي إيه'، فنحن لدينا بين أيدينا حالتان على علاقة مع 'سي آي إيه' وحالة ثالثة ما زلنا نتحقق من علاقتها بالـ'سي آي إيه' أو جهاز مخابرات أوروبي أو بالموساد'. وقال 'قبل أشهر تبيّن للاخوة وجود حالتين منفصلتين على اتصال بضباط استخباريين أمريكيين يعملون بصفة دبلوماسيين في السفارة الامريكية في عوكر. هاتان الحالتان لن أذكر الأسماء احتراماً وحفاظاً على العائلات، وأكتفي بالأحرف الاولى من الاسم واسم العائلة، فالحالة الاولى أ.ب، وهذا الشخص تم تجنيده حديثا قبل 5 أشهر فقط، وخلال المتابعة من قبل مكافحة التجسس اعترف. والشخص الثاني هو م.ح. وتم تجنيده من قبل سي آي إيه لكن منذ فترة اطول. أما الحالة الثالثة فهو م.ع. وقد تأكدنا من ارتباطه الامني مع جهة خارجية وما زلنا ندقق بهذه الجهة'. وتابع ' إن العدد هو ثلاث حالات، ولو اكثر فنحن لدينا الشجاعة لنقول إنهم اكثر، لكن للأسف الشديد وصلت بعض الوسائل الاعلامية العربية لتتحدث عن 100. وأنا أؤكد أنهم ثلاثة وليس بينهم قيادي من الصف الاول في حزب الله أو رجل دين خلافاً للإشاعات، وليس بينهم احد من الحلقة القريبة من الأمين العام، وليس لأحد منهم علاقة بالعمل على الجبهة او بالوحدات الحساسة الصاروخية او غيرها، ولطمأنة جمهورنا لا يملك أحد من هؤلاء معلومات تؤثر على بنية المقاومة العسكرية والامنية وقدرتها على المواجهة في اي حرب مقبلة، ولا علاقة لهم باغتيال عماد مغنية، كما لا علاقة لهم بملف المحكمة الدولية الذي نحن أصلاً خرجنا منه'.
وأكد 'أننا لسنا معنيين بأي سيناريو مرتبط في موضوع المحكمة. وواضح من كل هذا العجز الاسرائيلي في اختراق الحزب ما أدّى إلى الاستعانة بأقوى جهاز مخابرات في العالم 'سي آي إيه'، واستعانوا به، والمعلومات التي طلبها ضباط الـ 'سي آي إيه' لا تهم الإدارة الأمريكية بل هي تفاصيل تهم إسرائيل، إذاً الـ 'سي آي إيه' في لبنان هي في خدمة الأجهزة الأمنية الاسرائيلية وتجمع معلومات لإسرائيل'. وختم 'أن الأهم أن الجهاز الأمني المعني لحزب الله هو من قام باكتشاف هذه الحالات، وتم كشفها بسرعة ولعلها المرة الاولى التي يواجه فيها الـ'سي آي إيه' إخفاقاً من هذا النوع، ونحن أمام إنجاز أمني حقيقي للمقاومة يسلّط الضوء على وكر الجاسوسية في عوكر'.
