أصدر عشرات الشخصيات السياسية السويسرية المعروفة بيانًا أكدت فيه دعمها لـ "أسطول الحرية 2"، وللهدف الإنساني الذي يسعى لتحقيقه، عبر تقديم المساعدات الطبية والإغاثية للفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة للسنة الخامسة على التوالي.
وتشارك سفينة شحنٍ سويسريةٍ ألمانيةٍ ضمن "أسطول الحرية 2"، الذي سيبحر نحو قطاع غزة منتصف الأسبوع المقبل، حيث ستكون محمّلةً بأكثر من ألفٍ وخمسمائة طنٍ من المواد الطبية والإغاثية.
وأكدت الشخصيات في بيانٍ صحفيٍّ اليوم الجمعة (24-6) أنها لا تقبل على الإطلاق استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة منذ وقتٍ طويلٍ، مشيرةً إلى أن ذلك "وضع غير عادل وغير إنساني".
وقالت الشخصيات - التي من بينها (جان زيغلر) الرئيس الأسبق لبرنامج الغذاء العالمي – " نحن لا نستطيع القبول بأن يعيش مئات الآلاف من النساء والأطفال والرجال في حصارٍ متواصلٍ، يعانون الخوف من المستقبل والحرمان من مقومات الحياة مع الغياب الكامل للاحتمالات".
وأضافوا: "أمام هذا الوضع غير الإنساني، وعدم تحرّك المجتمع الدولي لرفع الحصار عن غزة؛ نؤكد تأييدنا لأسطول الحرية، هذه المبادرة السلمية، ونشدد على ضرورة إيصال ما تحمله من مواد صحيةٍ وتعليميةٍ وغذائيةٍ للفلسطينيين الذين يعيشون في محنةٍ شديدةٍ".
وطالبوا السلطات السويسرية بتقديم العون والمساعدة لتمكين أسطول الحرية من تحقيق هدفه بإيصال ما يحمله من مساعداتٍ للمحتاجين لها في قطاع غزة، وذلك عبر توفير الحماية له من التهديدات التي يطلقها الاحتلال الصهيوني.
وناشدت الشخصيات السياسية السويسرية -في بيانها- الجميع، بغض النظر عن أصولهم ومعتقداتهم، بإعلان صوتهم الرافض للحصار المفروض على قطاع غزة، ولدعم عيش المواطن الفلسطيني في كرامةٍ، مطالبين في الوقت ذاته باحترام القانون الدولي في كل مكان، ورفض أن يفرض القوي قوانينه المخالفة لحقوق الإنسان.
الاحتلال يحذر
وفي سياقٍ متصلٍ، وجهت الحكومة الصهيونية "رسائل تحذيرية" إلى الدول التي من المتوقع أن تُبحر منها سفن "أسطول الحرية 2" باتجاه قطاع غزة المحاصر للسنة الخامسة على التوالي، من أجل تقديم المساعدات الإنسانية التي تمنعها سلطات الاحتلال.
وأكد الكيان الصهيوني في هذه الرسائل - بحسب مندوبه الدائم لدى الأمم المتحدة - (رون بروس أور)، أنه "لن يسمح لأي سفينة بالوصول إلى غزة، وأنه ستفرض بصرامة الطوق البحري على القطاع باعتباره طوقًا شرعيًّا من جميع النواحي"، على حد زعمه.
وتتضمن الرسائل توضيح موقف الحكومة الصهيونية مما يحصل في غزة، وتشير إلى أن "حالة الحرب مع حركة "حماس" تجبرها على فرض طوقٍ بحريٍّ على القطاع، وأنه سيتم تطبيقه تطبيقًا كاملًا".
وقال (برون أور) في تصريحٍ له نشرته الإذاعة الصهيونية: "إن إسرائيل مصممةٌ على وقف قافلة السفن المزمع إرسالها إلى قطاع غزة، ومنعها من الوصول إلى القطاع"، مدعيًا أن الحديث يجري عن "خطة تحمل طابعًا استفزازيًا محضًا وليس عن مبادرة إنسانية. ولإسرائيل الحق الكامل في الدفاع عن نفسها"، حسب تعبيره.
دعوة للتفتيش
وكان ائتلاف منظمي "أسطول الحرية 2 " رد على المزاعم الصهيونية بأنهم لا يحملون ما يشكل خطرًا على الكيان الصهيوني، ودعوا مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أو أي وكالةٍ تابعةٍ لها لإرسال فرق رسمية تفتش سفن الأسطول قبل إبحارها إلى غزة أو أثناء الإبحار أو بعد وصولها.
وأوضح الائتلاف في وقتٍ سابقٍ أن دعوتهم هذه تهدف للتأكيد على سلمية تحركهم الإنساني لمساعدة مليون ونصف مليون فلسطيني من أهل غزة يعيشون تحت حصارٍ جائرٍ قاتلٍ منذ ما يزيد على أربع سنوات.
كما أكدوا أن دعوتهم هذه تأتي لكشف أكاذيب صهيونية من أن أسطول الحرية يشكل خطرًا عليها.
وقال "أندر ديمتراس" من اللجنة السويسرية المنضوية في الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة: نحن مصممون على الإبحار إلى غزة، فقضيتنا عادلةٌ وتتسم بالشفافية ووسائلنا سلمية.
وأضاف ديمتراس: "لكي نؤكد على حقيقة أننا لا نمثل تهديدًا، كما تدعي إسرائيل، وأننا لسنا معنيين بأي تصعيدٍ عسكري ضد الأسطول، ومن أجل القضاء على أي مزاعم إسرائيلية في أنها تدافع عن نفسها في وجه الأسطول؛ فإننا ندعو لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أو أي مؤسسة أخرى في الأمم المتحدة أو أي وكالة دولية لتقوم بالاطلاع على محتويات سُفن الأسطول وتفتيشها والتحقق من حمولتها، سواء عند مغادرة السفن أو أثناء الإبحار أو لدى وصولها إلى غزة".
