ايوس الامير

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عاجل: اضراب شامل لكل المدرس يوم الاربعاء و الخميس


    حتى لا تكون شبحاً .. " من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته"

    avatar
    ام احمد


    المساهمات : 842
    تاريخ التسجيل : 06/05/2011

    حتى لا تكون شبحاً .. " من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته" Empty حتى لا تكون شبحاً .. " من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته"

    مُساهمة  ام احمد الجمعة يونيو 24, 2011 1:36 am



    حتى لا تكون شبحاً .. ( من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته )

    إذا شئت أن تحيا سليماً من الأذى ودينك موفور وعِرضك صيّن
    لسانك لا تذكر به عورة اِمرئٍ فَكلّـك عورات وللناس ألسـن ..
    وعينك إن أبدت إليك معايباً فدعها وقل : يا عين للناس أعينُ
    وعَاشر بمعروفٍ وسامح من اِعتدى وفارق ولكن بالتي هي أحسنُ ..

    إن هذه الدنيا دار إلتواء لا دار إستواء ، ومنزل ترح لا منزل فرح ، فمن عرفها لم يفرح لرخاء ولم يحزن لشقاء ، قد جعلها الله دار بلوى ، وجعل الآخرة دار عقبى ، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سببا ، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضا ، فيأخذ ليعطي ، ويبتلي ليجزي ..



    وهذا حديث لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم يقول فيه : ( يا معشر من أعطى الإسلام بلسانه ، ولم يدخل الإيمان قلبه ، لاتؤذوا المؤمنين ، ولا تتبعوا عوراتـهم ، فإنه من تتبع عورات المؤمنين تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته ) .

    وفي رواية : ( يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم [ – وفي رواية – : لاتؤذوا المسلمين ولا تُعيّروهم ، ولا تتّبعوا عوراتـهم - ] فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم يتتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته ) .
    رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي ، وهو حديث صحيح



    روى ابن جرير في تفسيره عن قتادة في قوله تعالى :
    ( بل الإنسان على نفسه بصيرة)
    قال : إذا شئت والله رأيته بصيراً بعيوب الناس وذنوبهم ، غافلا عن ذنوبه . ومن كان كذلك فقد تمّت خسارته" ,
    كما قال بكر بن عبد الله :
    "إذا رأيتم الرجل موكلا بعيوب الناس ، ناسيا لعيبه ، فاعلموا أنه قد مُكِـرَ به "

    وكم هو قبيح أن ينسى الإنسان عيوب نفسه ، وينظر في عيوب إخوانه بمنظار مُكبِّر ..

    وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    ( يبصر أحدكم القـذاة في عين أخيه وينسى الجذل أو الجذع في عين نفسه . قال أبو عبيد : الجـذل الخشبـة العالية الكبيرة ) . رواه البخاري

    قال ابن رجب – رحمه الله :وقد روى عن بعض السلف أنه قال : ( أدركت قوما لم يكن لهم عيوب ، فذكروا عيوب الناس فذكر الناس لهم عيوبا ، وأدركت قوما كانت لهم عيوب ، فكفوا عن عيوب الناس فـنُـسيت عيوبهم ) .



    واعلم - يا رعاك الله أن الناس على ضربين ..

    أحدهما :
    من كان مستورا لا يعرف بشيء من المعاصي ، فإذا وقعت منه هفوة أو زلة ، فإنه لا يجوز هتكها ولا كشفها ولا التحدث بها ؛ وقد ورد ذلك نصاً في قوله تعالى : (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة )
    قال بعض الوزراء الصالحين لبعض من يأمر بالمعروف : " اجتهد أن تستر العُصاة ، فإن ظهور معاصيهم عيب في أهل الإسلام ، وأولى الأمور ستر العيوب . ومثل هذا لو جاء تائبا نادما وأقر بحده لم يفسره ولم يستفسر بل يؤمر بأن يرجع ويستر نفسه "
    وكما أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ماعزا والغامدية ، وكما لم يستفسر الذي قال :
    "أصبت حدا فأقمه عليّ ، ومثل هذا لو أخذ بجريمته ولم يبلغ الإمام ، فإنه يشفع له لا يبلغ الإمام وفي مثله جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم :"أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم" . خرجه أبو داود والنسائي من حديث عائشة .

    والثاني :
    من كان مشتهرا بالمعاصي معلنا بها ولا يبالي بما ارتكب منها ولا بما قيل له ؛ هذا هو الفاجر المعلن , وليس له غيبة كما نصّ على ذلك الحسن البصري وغيره ، ومثل هذا لا بأس بالبحث عن أمره لتقام عليه الحدود ، وصرح بذلك بعض أصحابنا واستدل بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
    " واغد يا أنيس على امرأة هذا ، فإن اعترفت فارجمها" .
    انتهى كلامه – رحمه الله



    قال القرطبي في التفسير :
    قال بكـر بن عبد الله المزني : " إذا أردت أن تنظـر العيوب جملة فتأمل عيّـاباً , فإنه إنما يعيب الناس بفضل ما فيه من العيب " .
    وقيل :
    من سعادة المرء أن يشتغل بعيوب نفسه عن عيوب غيره …

    لا تكشفن مساوئ الناس ما ستروا فيهتك الله سِتراً عن مساويكا
    واذكر محاسن ما فيهم إذا ذُكـروا ولا تعـب أحـداً منهم بما فيكا

    أخي الفاضل / أختي الكريمة
    ( وهذا الحديث أخاطب به نفسي ,, وإياكــم )
    نحن – بَـعْـدُ , لم نفرغ من عيوب أنفسنا حتى نبدأ بالإنشغال بعيوب غيرنا, فالأولى أن نبدأ بأنفسنا أولاً , ولعل من إشتغل بعيوب الخلق ، يُبتلى بالإنشغال عن عيب نفسه حتى تعطب فكما تُـدِين تُـدان , صِدقاً بأن الأيام دُول يوم لك ويوم عليك , فأعلم يا رعاك الله بأن الجزاء من جنس العمل , لذلك .. فلنتقِ ِالله في أنفسنا ولا نجعله أهون الناظرين إلينا .

    وصية مُحِـب .. |
    مَن راقب الناس ماتَ هماً , فدع المخلوق للخالق ..
    فتلك الدار دار فناء لا بقاء .. فكل نفس بما كسبت رهينة , من فينا سيُخلد !!
    فتذكر - أخي / أختي الكريمة : بأنك سوف تقف بين يدي خالقك فما أعظم الخطب وما أجل الموقف

    فذاك اليوم يوم الهول حقاً به يعلو المشيب ذرى الفطيم ,,
    فطوبى للذي قد جاء يوماً ** بطاعاتٍ وبالقلبِ السَليمِ
    وتَباً للذي أمضى الليالي ** بِعصيانٍ وذا قلبِ السَقيمِ

    حينها من سَيُعين !! ... سواكـ ربي
    فطوبى ثم طوبى ثم طوبى ... للذي قد جاء يوماُ بطاعاتٍ وبالقلبِ السَليمُِ


    ختاما..

    الْلَّهُم يَا مَن جَعَلَت عِيْسَى بِلا أَب و جَعَلْت سُلَيْمَان يُكَلِّم مَن يَأْكُل الْحَب و نَصَرْت مُوْسَى عَلَى مَن قَال أَنَّه الْرَّب , وأَحْبَبْت مُحَمَّد حَب لَيْس بَعْدَه حَب و حَمِيَت مَرْيَم مِن الْقَذْف و الْسَب وأَخْرَجَت يُوْنُس مِن الْظُّلُمَات و يُوَسُف مِن الْجُب , وجَعَلْت الْشَّجَر و الْحَجَر يُسَبِّحُوْنَك بلا رُوْح و لا قَلْب , رَبِّي أَنْت الْقَرِيْب والصَّاحِب أَنْت الْمُجِيْب والسامع , ربي أَنتَ الغَنِيُّ ونحَنُ الفُقَراءُ إليك أَنتَ الوَكيلُ ونحَنُ المُتَوَكِّلونَ عَلَيْك أَنتَ القَوِيُّ ونحَنُ الضُّعفاءُ إليك أَنتَ العَزيزُ ونحَنُ الأَذِلاَّءُ إليك , اللّهم يا واصِل المُنقَطِعين أَوصِلنا إليك , اللّهم هَب لنا عملا صالحاً يُقربُنا إليك , الْلَّهُم اسْتُرْنَا فَوْق الأَرْض وَتَحْت الْأَرْض و يَوْم الْعَرْض عَلَيْك وأَحْسِن وُقُوْفَنَا بَيْن يَدَيْك ولا تُخْزِنَا يَوْم الْعَرْض عَلَيْك , الْلَّهُم أَحْسِن عَاقِبَتَنَا فِي الأمورِ كُلِّهَا وأَجِرْنَا مِن خِزْي الْدُّنْيَا وَعَذَاب الْآَخِرَة اللّهم بِرحمَتِك الواسِعَةِ عمّنا واكفِنا شرّ ما أهمّنا وغمّنا , وعلى الإيمان الكاملِ والكتابِ والسُّنةِ جَمْعاً توفَّنا و أنت راضٍ عنّا .. وَصلِّي الْلَّهُم عَلَى حَبِيْبِنَا وَخَيْر خَلْقِك سَيدِنَا مُحَمَّد وَعَلَى آَلِه وَصَحْبِه وَسَلَّم تَسْلِيْما كَثِيْرَا ,, سُبْحَانَك الْلَّهُم وَبِحْمْدك أَشْهَد أَن لا إِلَه إِلا أَنْت أَسْتَغْفِرُك وَأَتُوْب إِلَيْك ...

    ما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن
    نفسي والشيطان والله ورسوله منه براء .

    .
    .

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 12, 2024 2:05 am