السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الرويبضة لغةً ، من ربض يربض فهو رابض تراه في كل مكان..فتراه مع الشيوخ يلبس الدشداشة ،واحيانا يضع قبعة ليوحي بأنه متدين، ولا يجد غضاضة بأن يلعب دور المأذون متى دعت الضرورة.
اما مع المثقفين فتراه يضع ربطة العنق وكأنه "ألان ديلون"، كي يوحي بأنه مثقفاً،..اذا دخل المسجد لا يصلي الا خلف الامام ! وكيف لا؟ فهو الداعية المؤمن،لقد طبّق قصيدة شوقي جيدا"برز الثعلب يوما في ثياب الواعظينا..فمشى في الارض يهدي ويسبّ الماكرينا"..امّا مع المثقفين فلا يتكلم الا بالفصحى والتي لا يجيدها فيحاول ان يشكّل كلامه وينمّقه فينصب الفاعل ويرفع المفعول به،ويذكّر المؤنث ويؤنث المذكر...تراه يتكلم في السياسة ويعطي دروسا..لأبي عمّار وتشي جيفارا في حرب العصابات.
يطفو على السطح على مبدأ "ملئى السنابل تنحني بتواضعٍ.. والفارغات رؤوسهنّ شوامخ" فلا يتوانى عن الحديث في كل شيئ وبكل اللغات،فترى الصحفي يسأله بالايطالي فيردّ عليه بالانجليزي الهندي هو من جماعة "يحسبون كل صيحة عليهم" ويعتقد ان كل من تحدّث فهو يقصده بكل تأكيد، هو موجود في كل مجتمع، لقد قابلته في فلسطين،وجدته في الاردن،رأيته في البرازيل،هو نفسه،!! الذي يتغيّر هو "ديكوره الخارجي" فقط -امّا جوهره الذي لا جوهر له فهو-نفسه.
الكل يعلم بأنه جاهل والكل يفهم نهاية القصيدة( مخطىءٌ من ظنّ يوما.....ان للثعلب دينا) ،الا هو،سبحان الله هو حرامي ولا يجلس الا في الصف الامامي،،وهل من داعي للتذكير بقصيدة الامير؟
"احترامي للحرامي صاحب المجد العصامي"
أخبرنا عنه سيد الخلق محمد (عليه افضل الصلاة وأتمّ التسليم) منذ اربعة عشر قرنا ونيف
حيث ورد في الحديث الصحيح:
((سيأتي على الناس سنوات خداعات ، يصدق فيها الكاذب ، و يكذب فيها الصادق ، و يؤتمن فيها الخائن ، و يخون الأمين ، و ينطق فيها الرويبضة . قيل : و ما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة)
الراوي: أنس بن مالك
المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 3650
خلاصة حكم المحدث : صحيح
