ايوس الامير

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عاجل: اضراب شامل لكل المدرس يوم الاربعاء و الخميس


    في وداع جورج بوش

    avatar
    ام احمد


    المساهمات : 842
    تاريخ التسجيل : 06/05/2011

    في وداع جورج بوش Empty في وداع جورج بوش

    مُساهمة  ام احمد الإثنين مايو 09, 2011 6:51 am

    كل الذى أخفيته يبدو عليكْ
    فاخلع ثيابك وارتحلْ
    اعتدتَ أن تمضي أمامَ الناسِ يوماً عارياً
    فارحل وعارُكَ فى يديكْ
    لا تنتظر طفلاً يتيماً بابتسامته البريئة
    أنْ يقبِّلَ وجنتيكْ
    لا تنتظر عصفورةً بيضاءَ تغفو فى ثيابك
    ربما سكنتْ إليكْ
    لا تنتظر أُمّاً تطاردها دموعُ الراحلين
    لعلها تبكي عليكْ
    لا تنتظر صفحاً جميلاً
    فالدماءُ السودُ مازالت تلوث راحتيكْ
    وعلى يديكَ دماءُ شعبٍ آمنٍ
    مهما توارتْ لن يفارق مقلتيكْ
    كل الصغار الضائعين
    على بحارِ الدم فى بغدادَ صاروا..
    وشمَ عارٍ فى جبينكْ
    كلما أخفيتَه يبدو عليكْ
    كل الشواهد فوقَ غزةَ والجليلْ
    الآن تحمل سُخطَها الدامي
    وتلعنُ والديكْ
    ماذا تبقى من حشود الموتْ
    فى بغدادَ.. قلْ لي
    لم يعد شيءٌ لديكْ
    هذي نهايتك الحزينة
    بين أطلال الخرائبْ
    والدَّمارُ يلفُّ غزةْ
    والليالي السودُ.. شاهدةٌ عليكْ
    فارحل وعاركَ فى يديكْ
    الآن ترحل غير مأسوفٍ عليكْ..
    ***
    ارحل وعارُكَ فى يديكْ
    انظرْ إلى صمتِ المساجدِ
    والمنابر تشتكي
    ويصيحُ فى أرجائها شبحُ الدمارْ
    انظرْ إلى بغدادَ تنعى أهلها
    ويطوفُ فيها الموتُ من دارٍ لدارْ
    الآن ترحلُ عن ثرى بغداد
    خلفَ جنودك القتلى
    وعارك أى عارْ
    مهما اعتذرتَ أمامَ شعبك
    لن يفيدكَ الاعتذارْ
    ولمن يكونُ الاعتذارْ؟
    للأرضِ.. للطرقاتِ.. للأحياءِ..للموتى..
    وللمدنِ العتيقةِ.. للصغارْ؟!
    ولمن يكونُ الاعتذارْ؟
    لمواكب التاريخ.. للأرض الحزينةِ
    للشواطئِ.. للقفارْ؟!
    لعيونِ طفلٍ
    مات فى عينيه ضوءُ الصبحِ
    واختنقَ النهارْ؟!
    لدموعِ أمٍّ
    لم تزل تبكي وحيداً
    لحياة شعبٍ
    صارَ طيفاً ساكناً فوق الجدارْ؟!
    لمواكبٍ غابت
    وأضناها مع الأيام طول الانتظارْ؟!
    لمن يكون الاعتذار؟
    لأماكنٍ تبكي على أطلالها
    ومدائن صارت بقايا من غبارْ؟!
    للّهِ حين تنام
    فى قبر وحيداً.. والجحيمُ تلال نارْ؟!!
    ***
    ارحل وعارك فى يديكْ
    لا شيء يبكي فى رحيلك..
    رغم أن الناس تبكي عادةً
    عند الرحيلْ
    لا شيء يبدو فى وداعك
    لا غناءَ.. ولا دموعَ.. ولا صهيلْ
    مالي أرى الأشجار صامتةً
    وأضواءَ الشوارعِ أغلقتْ أحداقها
    واستسلمتْ لليلِ.. والصمتِ الطويلْ
    مالي أرى الأنفاسَ خافتةً
    ووجهَ الصبح مكتئباً
    وأحلاماً بلون الموت
    تركضُ خلفَ وهمٍ مستحيلْ
    اسمعْ جنودكَ
    فى ثرى بغدادَ ينتحبون فى هلعٍ
    فهذا قاتلٌ.. ينعى القتيلْ..
    جثث الجنودِ على المفارقِ
    بين مأجورٍ يعربد
    أو مُصاب يدفنُ العلمَ الذليلْ
    ماذا تركتَ الآن فى بغدادَ من ذكرى
    على وجه الجداولِ..
    غير دمعٍ كلما اختنقَتْ يسيلْ
    صمتَ الشواطئ.. وحشةَ المدن الحزينة..
    بؤسَ أطفالٍ صغارٍ
    أمهاتٍ فى الثرى الدامي
    صراخاً.. أم عويلْ..
    طفلٌ يفتش في ظلام الليلِ
    عن بيتٍ توارى
    يسأل الأطلالَ فى فزعٍ
    ولا يجدُ الدليلْ
    سربُ النخيل على ضفافِ النهر يصرخ
    هل تُرى شاهدتَ يوماً..
    غضبةَ الشطآنِ من قهرِ النخيلْ؟!
    الآن ترحلُ عن ثرى بغدادَ
    تحمل عارك المسكونَ
    بالنصر المزيفِ
    حلمَكَ الواهى الهزيلْ..

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 14, 2024 2:19 am