أحب جامعته التي احتضنته لسنوات وعمل بتفان وعطاء حتى غدا مَضربًا للمثل في ذلك، إنه المعلم مصطفى علي الشنار؛ كان نعم القدوة لطلابه، فنقل لهم علمه بكل إخلاص، كما كان مثالاً لهم ولكل من عرفه فاقتدوا به لثباته في المحن عندما. تنقل بين سجون الاحتلال وسجون ذوي القربى دون أن يستكين أو يضعف.
الشنار في سطور
ولد القيادي مصطفى علي أحمد الشنار في (21-6-1962)، ويسكن في مدينة نابلس، وهو ينحدر من قرية كفر الديك قضاء سلفيت شمال الضفة الغربية.. متزوج وأب لستة من البنين والبنات.. حاصل على درجة الماجستير في علم الاجتماع من الجامعة الأردنية، وكان عنوان أطروحة الماجستير: "المجتمع والدولة.. دراسة في نظرية الإصلاح في فكر أبو الأعلى المودودي".
عمل مدرسًا ومرشدًا اجتماعيًّا ومساعدًا إداريًّا في العديد من المدارس في الأردن، ومن ثم مديرًا لجمعية الدراسات الإسلامية؛ بعد ذلك عمل محاضرًا غير متفرغ في جامعة القدس المفتوحة وجامعة النجاح عام 2000، ومن ثم محاضرًا متفرغًا في جامعة النجاح في عام 2003 .
شارك في الكثير من المؤتمرات والندوات المحلية والدولية وله العديد من البحوث المختلفة، ومن أبرز الحقول التي يدرسها لطلابه: " المجتمع العربي"، "علم الاجتماع السياسي"، "الانثربولوجيا"، "النظرية الكلاسيكية"، و"علم الاجتماع التربوي ".
ويعرف الشنار بأنه من الوجوه الاجتماعية والعلمية البارزة في مدينة نابلس، ومن قياديي حركة حماس في المدينة، بالرغم من اعتقاله، ولكن الاحتلال عجز عن إدانته بانتمائه الى الحركة.
خلف القضبان
تعرض المحاضر والقيادي الشنار للاعتقال ست مرات غير اعتقاله الأخير، مناصفة بين الاحتلال وأمن السلطة في نابلس، وكان تاريخ الاعتقال الأول عند الاحتلال في شهر آب (أغسطس) 1993 واستمر لمدة شهرين ، كما تعرض للاعتقال ثانية في (12-7-2006)، واستمر اعتقاله 10 أشهر اعتقالاً إداريًّا دون توجيه أي تهمة.
وما لبث أن تنسم هواء الحرية حتى تعرض للاعتقال مجددًا في ( 16-12-2007)، ومكث عامين في الاعتقال الإداري، وتم الإفراج عنه بتاريخ (26-11-2009)، دون توجيه أي تهم له.
كما تعرض القيادي الشنار للاعتقال والاختطاف والاستدعاء على أيدي أمن السلطة؛ حيث اعتقل ثلاث مرات في سجن الجنيد، تعرض خلالها للشبح والتعذيب دون مراعاة لمكانته العلمية أو وضعه الصحي، فهو
يعاني من انزلاق غضروفي (ديسك) في أسفل الظهر، وآخر في الرقبة، كما ويعاني من مشاكل حادة في الكلى بالإضافة إلى الربو، وأجريت له عملية قسطرة في القلب.
إلى سجون الاحتلال من جديد
كما كان متوقعًا، أقدم الاحتلال على سلسلة من الاعتقالات بشكل تدريجي بعد توقيع المصالحة بحق قادة الضفة، نوابًا وسياسيين وأكاديمين، وكان للشنار نصيبه من هذه الحملة والهجمة، حيث تم اعتقاله مجددًا فجر الثلاثاء ( 7-6-2011) من منزله في إسكان المعاجين غرب نابلس ليلتحق بكوكبة طويلة من المعتقلين من قادة حماس وكوادرها الذين استهدفهم الاحتلال مؤخرًا بهدف إفساد مصالحة لم يكن سواه المتضرر منها.
وحتى يأذن الله بالفرج، سيبقى مصطفى الشنار ينتظر لحظة الحرية ليعود لبيته وجامعته ومدينته ويكمل مسيرته في العطاء والتفاني والبذل دون كلل أو ملل، فهو يعلم أن هذا هو الطريق وما هو فيه ضريبة لما اختار.