ايوس الامير

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عاجل: اضراب شامل لكل المدرس يوم الاربعاء و الخميس


    ســـؤال ينبغي أن يسأله كل مسلم لنفسه

    avatar
    ام احمد


    المساهمات : 842
    تاريخ التسجيل : 06/05/2011

    ســـؤال ينبغي أن يسأله كل مسلم لنفسه Empty ســـؤال ينبغي أن يسأله كل مسلم لنفسه

    مُساهمة  ام احمد السبت مايو 07, 2011 8:31 am

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ســـؤال
    ينبغي أن يسأله كل مسلم لنفسه
    هل هو من الباكين من خشية الله تعالى؟!
    دموع الخائفين.. أغلى دموع!
    وبكاء المخبتين.. أحلى بكاء!
    وأنين المنيبين.. أصدق أنين!

    خشية الله تعالى.. ملكت قلوب العارفين..
    واستحوذت على أفئدة الصادقين..
    البكاء من خشية الله تعالى ، أصدق بكاء تردد في النفوس..
    وأقوى مترجم عن القلوب الوجلة الخائفة..

    قال يزيد بن ميسرة رحمه الله:
    البكاء من سبعة أشياء:
    البكاء من الفرح، والبكاء من الحزن، والفزع والرياء
    والوجع، والشكر، وبكاء من خشية الله تعالى
    فذلك الذي تُطفئ الدمعة منها أمثال البحور من النار!

    أخي المسلم:
    دموع تذرفها لله تعالى ، غنيمة غالية تفوز بها
    وبُشرى لك إن حرصت عليها..
    قال أبو حازم رحمه الله:
    "بلغنا أن البكاء من خشية الله مفتاح لرحمته"
    وقال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله
    لأبي الجودي الحارث ابن عمير:
    "يا أبا الجودي، اغتنم الدمعة تسيلها على خدك لله"
    فيا أيها الضعيف!
    لا تنسين أن أمامك شدائد يشيب لهولها الوليد!
    لا تنسينَّ بيت الظلمة والدود! والقبر!
    لا تنسينَّ أول ليلة تبيتها في قبرك!
    لا تنسينَّ هول السؤال.. ساعة يبعثك الملكان وأنت وحيد..
    وقد تفرق عنك الأهل والأصحاب!
    شدائد تبعث الدموع مدراراً!
    شدائد تملأ القلب أحزاناً!
    وبين يدي تلك الشدائد! سكرات الموت وآلامه..
    وحال الخاتمة ونهايتها!


    أخي المسلم:
    أولئك هم أهل الخشية!
    رجال صدقوا في الإقبال على خالقهم تبارك وتعالى
    فامتلأت قلوبهم بالخشية منه.. والخوف من بطشه..
    فإن العين لا تدمع إلا إذا صفا القلب.. وطهرت النفس..
    قال مكحول رحمه الله:
    "أرقُّ الناس قلوباً أقلهم ذنوباً"
    وقال أحمد بن سهل رحمه الله:
    "قال لي أبو معاوية الأسود:
    "يا أبا علي من أكثر لله الصدق نديت عيناه، وأجابته إذا دعاهما"

    فهل حاسبت نفسك أيها العاقل:
    كم مرة دمعت عيناك من خشية الله تعالى؟!
    هل يتحرك قلبك إذا قرعك القرآن بوعيده؟!
    هل يتحرك قلبك إذا رأيت القبور وسكونها؟!
    هل تذكرت الموت وكرباته؟!
    هل تذكرت القبر وأهواله؟!
    هل تذكرت الحشر وشدائده؟!
    هل تذكرت الصراط وفظائعه؟!
    شدائد لا ينجو منها إلا أهل الصدق..
    الذي استعدوا قبل الممات.. وأعدُّوا قبل الحسرات..
    بكوا قبل يوم البكاء..
    وهراقوا الدموع قبل يوم تصبح الدموع دماء!
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    «عينان لا تمسهما النار: عينٌ بكت من خشية الله، وعينٌ باتت تحرس في سبيل الله» [رواه الترمذي]

    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    «لا يلج النار رجلٌ بكى من خشية الله، حتى يعود اللبن في الضرع
    ولا يجتمع غبارٌ في سبيل الله ودخانُ جهنم»
    [رواه الترمذي]

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
    « سبعةٌ يظلم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله »
    فذكر منهم « ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه »
    [رواه البخاري ومسلم]

    أخي المسلم:
    إذا وقف الخلائق غداً بين يدي الله تعالى
    فاز الباكون من خشية الله بتلك المنزلة الرفيعة
    التي أخبرك عنها النبي صلى الله عليه وسلم.
    فم أسعدهم بذاك الأمن!
    وما أهنأهم بتلك الدرجات!
    كان محمد بن المنكدر رحمه الله:
    إذا بك، مسح وجهه ولحيه بدموعه
    ويقول:
    "بلغني أن النار لا تأكل موضعاً مسته الدموع"
    فيا طالباً للأمن غداً..
    عليك بالدموع تسفحها خشية وخوفاً من بطش ملك الملوك..
    وقيوم السماوات والأرض!
    عليك بالبكاء لعل الله أن يرحمك..
    لعل دمعات قليلات تُسعدك بالنعيم الباقي..
    {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ{31} هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ{32}
    مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ}
    [ق: 31-33]
    {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ}
    [الملك: 12]

    أخي المسلم:
    ينبغي للمسلم أن يكون خائفاً وجلاً، لأنه يعلم عظمة الله تعالى.. وبطشه الشديد!
    وقد وقف على الوعيد وهو يقرأ كتاب ربه تبارك وتعالى..
    فإن غفل عن ذلك كله، فلا أغفل منه!
    فيا من كُتب عليك الموت قبل أن تولد!
    أين فرارك من لقاء الله تعالى؟!
    فكن خير قادم على الله تعالى..
    وإياك أن تُقدم على ربك كما يقدم العبد الآبق!
    فاحذر وعيده.. وارج وعده.. ولا تركن إلى الدنيا فتهلك!

    سُئل ابن عباس رضي الله عنهما عن الخائفين؟
    فقال:
    " قلوبهم بالخوف فرحة، وأعينهم باكية، يقولون:
    كيف نفرح والموت من ورائنا، والقبر أمامنا، والقيامة موعدنا
    وعلى جهنم طريقنا، وبين يدي الله ربنا موقفنا؟!"


    أخي المسلم:
    كم من أناس استبدلوا من دموع الخشية، ضحكات..
    وغفلات..كأنهم آمنوا ريب المنون.. وعظائم الأمور!
    لا يهز القرآن قلوبهم.. ولا يحرك بوعيده دمعهم وشجونهم..
    ضربت عليهم الغفلة بسياجٍ كثيف!
    ورتعوا في أرض الأماني في مكان سحيق!
    مر الحسن البصري بشاب وهو مستغرق في ضحكه،
    وهو جالس مع قوم في مجلس
    فقال له الحسن: يا فتى هل مررت بالصراط؟!
    قال: لا!
    قال: فهل تدري إلى الجنة تصير أم إلى النار؟!
    قال: لا!
    قال: فما هذا الضحك؟!
    فما رؤي ذلك الفتى بعدها ضاحكاً

    فتدبر أيها العاقل في حالك..
    وحاسب نفسك قبل أن تُحاسب!
    ولا تكونن كأولئك الغافلين، الذي أسالوا دموع الهوى..
    وانقطعت عنهم دموع الخشية!
    تذكر فظائع الأمور التي ستقدم عليها،
    سكرات الموت! والقبر! وأهوال القبور!
    وفظائع يوم الحشر! والمرور على الصراط!

    بكى أبو هريرة رضي الله عنه في مرضه:
    فقيل له: "ما يبكيك؟!
    فقال: أما إني لا أبكي على دنياكم هذه
    ولكن أبكي على بُعد سفري، وقلة زادي
    وإني أمسيت في صعود على جنة أو نار
    لا أدري إلى أيتهما يؤخذ بي!"

    لمثل تلك الشدائد هملت دموع الخائفين..
    وكثر وجل العارفين..
    فاعمل أخي ليوم التراب..
    وتهيأ لساعة الحساب.. واذرف الدمع
    قبل أن ترحل من دار الخراب.. وفر إلى الغالب الغلاب..


    هذه والحمد لله رب العالمين
    والصلاة والسلام على سيد المرسلين
    نبينا محمد وعلى آله وصحبه الطاهرين



      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 12, 2024 3:09 pm